اللهم انك عفو تحب العفو فإعف عني

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فإعف عني وعنا

Translate الترجمة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 8 مايو 2023

أجمل ما قرأت في تفسير سورة القدر لعبدالرحمن اليحيا التركي

أجمل ما قرأت في تفسير سورة القدر لعبدالرحمن اليحيا التركي

حديثي معكم اليوم عن سورة القدر وسميت بالقدر لانها ذات قدر عظيم وتقدر فيها المقادير وهي تتحدث امرين عن بدء نزول القران العظيم في رمضان الذي به الهدى والسعادة في الدنيا والاخره وعن فضل ليلة القدر على سائر الايام والشهور

قوله انا انزلناه في ليله القدر

انا الضمير يعود على الله وجاء بصيغه الجمع للتعظيم

انزالناه

الصحيح ان الانزال للقران نزولين وهما

نزل القران من اللوح المحفوظ في ليله القدر من اللوح الى بيت العزة من السماء الدنيا كاملا مكتوبا وكان ذلك في شهر رمضان ، في ليلة القدر منه

2- أن الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن وأنزله جبريل عليه السلام إلى النبي متفرقاً في ثلاث وعشرين سنة على حسب الأحداث و الوقائع.

والحكمة من نزول القرآن مفرقاً لتثبيت قلب النبي فلم ينزل جمله واحده بل حسب الحوادث

فنزل القرآن على قسمين

1- ابتدائي بمعنى: نزوله بلا سبب.

2- سببي بمعنى: نزوله بسبب.

كلام الله انزله لفظا ومعنا وتكلم به وحمله جبريل الى نبينا محمد ليبلغه لامته هذا هو المذهب الحق ومذهب اهل السنة والجماعه ردا على من قال ان القران مخلوق

القرآن كلام الله وهو صفة ذاتية لا تنفك منه سبحانه وتعالى وصفة فعلية متى شاء تكلم سبحانه وتعالى

رؤى في المنام الإمام أحمد بأن عليه تاج ونعلين من ذهب فسأل عنها فقال: (أ كرمني ربى بقول القرآن منزَّل) رواه الحاكم

القران به الهدى والسعاده في الدنيا والاخرة

فياامة الاسلام القران نور والقران موعظة وشفاء والقران مخرج من الفتن والقران روح ورحمه وموعظة وهدى للناس وللمتقين

فمن تمسك بهذا الكتاب فلا يضل ولا يشقى

 

قوله ليله القدر

سميت ليله القدر بذلك لانها ذات قدر عظيم وتقدر فيها المقادير هذا على وجه الاجمال اما علي وجه التفصيل

اختلف العلماء في معنى القدر على ثلاثة اقوال

1- القدر ياتي بمعنى الليلة العظيمة لكونها نزل فيها القران كما في صدر السورة وتنزل الملائكة فيها وفيها خيرات عظيمة ولا يحصل على موافقتها الا من رضي الله عنه وانعم عليه

2- القدر ياتي بمعنى التضييق لامرين ان الارض تضيق من كثرة الملائكة وكذلك التضيق بسبب اخفائها ففي الحديث ان النبي خرج ليخبرالصحابة بليلة القدر فتلاح اثنان فرفع الله ذلك لحكمة يعلمها عن أبي سعيد الخدري قال: ـأعتكفنـآ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان فقال: " إني أُريتُ ليلةَ القدرفأُنسيتُها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) وفي ذلك خير كبير ليجتهد الناس في العشر

3- وقيل القدر بمعنى التقدير والقضاء ( فيها يفرق كل امر حكيم ) يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو موت أو حياة أو مطر، حتى يكتب الحاج يحج فلان ويحج فلان) فيقضي الله كل أجل وأمل ورزق إلى مثلها

ليلة القدر تقدر فيها المقادير وهي اربعه اقسام تقدير عام وهو الذي باللوح المحفوظ وتقدير عمري وهو ما يكتب على الجنين في بطن امه وتقدير حوالي ما يكون في رمضان فيقدر في ليله القدر ما يحصل في العام القادم وتقدير يومي فيكتب ما يجري منه في ذلك اليوم كل يوم هو في شان

وكلها ترجع الى التقدير العام السابق

 

قوله وما ادراك ما ليلة القدر

الاستفهام للتفخيم والتعظيم لشانها وهناه تنبيهات حول

 

فضائل ليلة القدر وفي اي شهر وفي اي ليله وما هي علاماتها

جعل الله بين القرآن والصيام صلة و علاقة متينة

كما في مسند أحمد " القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام منعته الطعام والشراب و الشهوات بالنهار ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان )

وجعل الله ثواب القيام يعدل ثواب الصيام فمن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

وجعل الله الحكم والفوائد التي في الصيام من حصول التقوى والوقاية من الاخلاط الرديئة ووقاية من الاخلاق الرذيلة

موجودة ايضا في القيام ("عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى,ومنهاة عن الأثم ومطردة للداء عن الجسد"صحيح الجامع

واذا كان القيام مسنونا وتطوعا ومرغبا فيه فانه في رمضان آكد وفي العشر الاواخر منه آكد بل كان نبينا صلى الله عليه وسلم يولي القيام وبالاخص في رمضان مزيدا من الاهتمام والجد والاجتهاد فعن عائشة قالت : كَانَ رسولُ اللهِ r يَجْتَهِدُ في رَمَضَانَ مَا لاَ يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ ، وَفِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْهُ مَا لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ . رواه مسلم .

وكان رسول الله يجتهد في العشر الاواخر وفي الاوتار منها

طلبا لليلة القدر

ويكفي في فضلها

ان الله انزل سورة كامله في فضلها

ومن فضائلها ان الله انزل القران فيه الذي به الهدى والسعاده في الدنيا والاخرة

ومن فضلها ان من قام ليلها غفر له ما تقدم من ذنبه

فقد تفوت الصائم المغفرة في الصيام فلعلها لاتفوته في القيام وما شرع الله لنا الاعتكاف الا من اجلها

والدعاء فيها مستجاب كما في حديث عائشه اذا وافقت ليله القدر ماذا اقول فقال قولي اللهم انك عفوا تحب العفو فان عني لانه اذا عفا عنك رفع عنك العقوبه

بقي ماذا

بقي في اي شهر ليله القدر وفي اي ليله هي

هي في ليله القدر بنص القران وفي شهر رمضان

وقد جمع عمر الصحابة وسالهم عن ليلة القدر فاجمعوا على انها في رمضان وانها في العشر الاواخر منه وحث على تحريها فلي الاوتار منها ثم اختلفوا في أي ليلة فقال لابن عباس مالك لا تتكلم فقال ( انها في سابعة مضت او في سابعة بقيت ) ومعنى سابعت مضت ليلة ست وعشرين وسابعة بقيت ليلة ثلاث وعشرين )

وهل ليله القدر ثابته ام متنقله

بل هي متنقله على الصحيح ولا يلزم ان تكون مستقرة في ليله واحده في كل السنوات

حكمه اخفاءها

اخفاها الله عن عباده لحكمة حتى يستكثر المؤمن من العمل الصالح ويجتهد في رمضان كله ويكثر المؤمن العمل الصالح طلبا لليله القر

لانه لما وسع وقت تحريها اجتهد الجميع في طلبها

لكن لو علم انها في ليلة واحده اجتهد فيها فقط

وعلاماتها

يكون فيها نور واضاءة كانه فيها قمرا ساطعا وقد لاترى او تلحظ في المدن

ومنها حصول الطمانيه ويحس بها المؤمن في ليلة القدر ويجد انشراح وطمانينه ومنها حلاوة المناجاه ولذتها وقد يكرم الله من يشاء برؤيتها في المنام كما راها رسول الله والشمس صبيحتها بلا شعاع

 

قوله ليلة القدر خير من الف شهر

أي خير من ألف شهر، من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ورد في سبب نزولها ان رجلا لبس سلاحة في سبيل الله الف شهر فتنمى الصحابة ذلك فبشرهم نبينا بان ليلة القدر تعدل ذلك ) رواه ابن ابي حاتم والطبري عن مجاهد مرسلا

وقيل ان سبب نزولها ان نبينا تقاصر اعمار امته اعطاه الله ليلة القدر يعوضون بها ما فاتهم من طول العمر ) فهذا نوح مكث الف سنة الا خمسين عاما

وكلما طالت الاعمال كثرة الاعمال الصالحه

وقيل كان الرجل لايسمى عابدا حتى يعبد الله الف شهر فاعجب رسول الله فتمنى ذلك لامته فاعطاه الله ليلة القدر بمنه وفضله العبادة فيها خير من الف شهر

فهذه الله العظيمة نعمة عظيمه تفضل الله بها على امة محمد ليلة واحده يعبد الله المسلم فيها ربه تكون خير له من عبادة الف شهر ويتحرها في عشر ليال وكانت في افضل الشهور وفي العشر الاواخر منه وفي اوتارها ما احسن هذا فلله الحمد والمنه

قوله تنزل الملائكة والروح فيها

هذه فضيله اخرى لليلة القدر نزول الملائكة ولا تنزل الملائكة الا بالخير والبركة والسكينه

والملائكة عباد مكرمون واواح لطيفه

 

قوله والروح فيها

الروح إما أن يراد منه خصوص جبريل، وهو أظهر الأقوال وخصه ربنا جل وعلا بالذكر تخصيص بعد تعميم لمزيته وشرفه ومنزلته ورفعة قدره من بين الملائكة الكرام ،، وإما أن يكون ملك آخر أو صنف من الملائكة،او خلق من خلق الله والعلم عند الله جل وعلا، والأقوال الثلاثة في كتب التفسير، وأظهرها أولها

قوله باذن ربهم

اي بامر ربهم فلا ينزلون من تلقاء انفسهم قال رسول الله لجبريل : ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا قال : فنزلت هذه الآية وما نتنزل إلا بأمر ..ربك )

قوله من كل امر

.إما أن تكون {من} بمعنى الباء،وتاتي بمعنى اللام تتنزل الملائكة بإذن الله بكل أمرٍ أمروا به

فيكون المعنى بكل امر او لكل امر ففي هذه الليلة يحصل فيها التقدير بكل أمرٍ أُمروا به، وبكل تقديرٍ أُمروا به

قوله سلام هي حتى مطلع الفجر

وهذه فضيله اخرى لليلة القدر فهي سلام من غروب الشمس حتى مطلع الفجر سلام من العذاب والعقاب وسلام من الافات والشرور تفر فيها الشياطين ولا يرمى فيها بنجم

ويكثر فيها سلام الملائكة على المصلين والقائمين ولكن لايشعرون والخير فيها كثير

عبر وعظات وفوائد

١- القران نزل في رمضان وفي ليله القدر ثم نزل منجما حسب الحوادث والوقائع

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تفسير سورة النمل

تفسير سورة النمل     تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ قَدْ اِخْتَلَفَ الْمُف...