في رحاب آية الكرسي -المقصد السني في تفسير آية الكرسي لدكتور .أحمد بن محمد الشرقاوي أستاذ التفسير المشارك بجامعة الأزهر
وتربية عنيزة
من ضمن بحوث الترقية لدرجة أستاذ مشارك
المقصد السني في تفسير آية الكرسي
المقدمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعلنا خير أمة وبعث فينا رسولا منا يتلوا علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة .
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد فالقرآن الكريم كتاب الله U الذي أُنزل على رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم هدى ورحمة ونوراً وعصمة وفضلاً منه ونعمة ، فلا سبيل لصلاح حال هذه الأمة واستقامتها وعزتها وكرامتها ، وقوتها ووحدتها ، وانتفاضها ونهضتها ، وتقدمها وسيادتها إلا بالتمسك بهذا الكتاب المبين .
قال تعالى : } وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ { {89} [سورة النحل]
وقال سبحانه : } فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى { {123} [سورة طه ]وقالU } لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ { {10}[ سورة الأنبياء
وبعد فهذا كتاب بعنوان "المقصد السني في تفسير آية الكرسى " ترجع فكرة تأليفه إلى شهر رمضان سنة 1420هـ حيث لاح لى وأنا أقرأ آية الكرسى فى طريقى إلى البيت بعد أن صليت الفجر فى المسجد أن أكتب فى تفسير هذه الآية الكريمة ، واستخرت الله U فوجدت القبول والتيسير .
وترجع أهمية الكتابة فى هذه الآية الكريمة إلى فضلها وما اشتملت عليه من معان ومقاصد فهى أعظم آية فى كتاب الله تعالى ولقد جمعت من أصول الدين مالم يجتمع فى آية أخرى وهى لقارئها حرز منيع وحصن حصين فضلاً عن الثواب الجزيل الذي يحظى به .
من هنا فالمسلم فى حاجة ماسة إلى فهم معانيها ومعرفة مقاصدها والوقوف على فضائلها وفوائدها ، واقتباس أنوارها وهداها وترسم خطاها وتنسم عبيرها وشذاها .
أما عن خطتى فى هذا البحث فلقد قسمته إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة .
أما المقدمة : ففيها تحدثت عن أهمية الموضوع وأسباب اختياره وخطة البحث ومنهجه
وأما الفصـل الأول : فلقد أبرزت فيه صلة الآية الكريمة بسابقها ولاحقها .
وأما الفصـل الثـانى : فهو بعنوان " التفسير التحليلى للآية الكريمة " .
وأما الفصـل الثالث : فهو بعنوان المعنى الإجمالى للآية الكريمة .
وفى الخاتمة : تحدثت عن أهم ما يستفاد من الآية الكريمة ،ومراجع البحث ، وفهرس الموضوعات .
ولقد استعنت بكثير من مراجع التفسير كما رجعت إلى كتب السنة النبوية ومراجع لُغوية ومراجع أخرى متنوعة .
وقمت بتوثيق النقول من مصادرها بذكر اسم الكتاب واسم المؤلف والجزء إذا كان الكتاب مقسماً إلى أجزاء .
وتركت باقى التفاصيل إلى قائمة المراجع – إختصاراً - .
وقمت بتخريج الآيات القرآنية بذكر اسم السورة ورقم الآية .
وقمت بتخريج الأحاديث النبوية الشريفة الواردة بذكر الراوى الأعلى وعزو كل حديث إلى مصادره من كتب السنة التى ورد فيها ، وذكر موضعه ، وإذا كان الحديث فى الصحيحين أو أحدهما فهو صحيح وإذا لم يكن فيهما ولا فى أحدهما رجعت إلى أقوال المحدثين الثقات فى الحكم عليه فإن لم أجد حكماً عليه اجتهدت فى الحكم عليه بعد النظر فى سنده .
وبينت معانى مفردات ألفاظ القرآن الكريم بالرجوع إلى الكتب المتخصصة فى ذلك بالاضافة إلى كتب اللغة والتفسير ، وأبرزت فى هذا البحث أوجه المناسبة بين آية الكرسى وما قبلها وما بعدها مستعيناً بالمراجع المتخصصة فى ذلك .
واكتفيت فى هذا البحث بترجمة من لم يسبق لى ترجمته فى رسالتي للدكتوراه " المرأة فى القصص القرآنى " ط – دار السلام - بالقاهرة – وفيها ترجمة وافية لأكثر من مائة شخصية .
وأوردت فى خاتمة البحث خلاصته ونتائجه وتوصياته ، وفهرساً للموضوعات
وبعد فهذه مقدمتى حول هذا البحث وقد اشتملت على أهميته وخطته ومنهجه
وكنت قد طبعت هذا الكتاب بمصر وبدا لي أن أقدمه بثوب جديد للقراء الكرام فأفردت فضائل الآية الكريمة بكتاب مستقل جعلته بعنوان المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي ، أما الإسرائيليات الواردة في الآية فلقد جعلتها في رسالة مستقلة بعنوان " الإسرائيليات : الواردة في تفسير آية الكرسي " عرض ونقد
، والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعله فى ميزان حسناتنا يوم القيامة .
د / أحمد محمد الشرقاوى
Sharkawe2000@yahoo.com
المقصد السني في تفسير آية الكرسي. - الفصل الأول : صلة الآية الكريمة بما قبلها وما بعدها.
إن الصلة بين الآية الكريمة وبين ما قبلها وما بعدها صلة واضحة بارزة، وثيقة دقيقة، نزلت في سورة البقرة هذه السورة الكريمة التي اشتملت على كثير من الحكم البالغة والأحكام البليغة ففيها حديث عن القرآن ومواقف الناس المتباينة من هدايته، وفيها القصص والأمثال والأحكام الفقهية المتعددة وفيها عرض شامل للعقيدة الإسلامية، وبيان لجملة من الأخلاق الكريمة وفيها أيضا تحذير من إخوة القردة والخنازير وكشف لفضائحهم ومفاسدهم حتى نكون منهم على حذر ، وحتى يعتبر خلفاؤهم وحلفاؤهم .
وفي السورة الكريمة أيضا بيان لجملة من السنن الربانية في هذا الكون ومنها اصطفاؤه عز وجل لأنبيائه وأصفيائه وسنة النصر والتمكين لأهل الإيمان واليقين ، وسنة التدافع والتوازن في الكون قال تعالى { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ {249} وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ {251} تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {252}
وفي هذا مايدل على سلطانه U العظيم وتدبيره الحكيم وإرادته النافذة البالغة وفضله العظيم .
ومن فضله وإكرامه ورحمته وإنعامه : إرساله الرسل بالآيات البينات وتفضيل بعضهم على بعض بالمنح اللدنية والمواهب الربانية والنفحات السنية والدرجات العلية .
ومع ذلك فلقد كان للناس مواقف متباينة من الرسل الكرام فمنهم من آمن ومنهم من كفر ، وتلك سنة من سنن الله الكونية والإنسانية : سنة الاختلاف، فسبحان من جلت حكمته وعلت مشيئته ونفذ مراده فلا يقع في ملكه إلا ما أراده :
مشيئة الخالق الباري وحكمته وقدرة الله فوق الشك والتهم
قال تعالى { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {253} }
ثم يأتي النداء الإلهي إلى الطائفة المؤمنة يأتي بتوجيه جديد إلى المؤمنين أن يبادروا ويسارعوا بالإنفاق في شتى وجوه الخير قبل انقضاء الآجال وانطواء صحائف الأعمال والعرض على الكبير المتعال في يوم لا بيع فيه ولا خلال، ولا شفاعة ، فيا حسرة على من لا يقدم لنفسه الإيمان 0
ياحسرة على من ظلم نفسه فأوردها موارد الهلاك والخـسـران
يا حسرة على من آثر الكفر والعصيان على الإيمان وطاعة الـرحمن
يا حسرة على من أعرض عن الحق مع وضوح الحجة وجلاء البرهان
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ {254} )
وبعد هذا البيان الإلهي تجيء آية الكرسي وفيها عرض لأصول العقيدة الإسلامية في كلمات وجيزة بليغة ورد فيها بيان لوحدانية الله U ، وحياته الأبدية الأزلية الذاتية الكاملة ، وقيوميته وملكه لجميع المخلوقات ، فلا شريك له ولا شفيع عنده إلا بإذنه ، كما تحدثت الآية الكريمة عن إحاطة علمه وسعة ملكه وعظمة مخلوقاته التي تدل وتشهد على عظمة ذاته وصفاته وأفعاله ، ومع ذلك فإنه تعالى لا يثقل عليه شيئ وهو تعالى العلي العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله .
قال تعالى } اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {255} {.
بعد هذا البيان والبرهان القوي الجلي لأصول العقيدة الإسلامية فضلا عما سبقه من تفصيل وبيان للحكم والأحكام ، والقصص والأمثال ، يبين الله U أنه لا إكراه في الدين لأن الدين الإسلامي لا يحتاج إلى إكراه قال } { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ { :265
فهو دين واضح المحجة قوي الحجة ثم تمضي الآيات الكريمة بعد ذلك في جولة جديدة مع الحجج الساطعة والبراهين القاطعة والأحكام الرشيدة والحكم السديدة التي تدل على صدق هذا الدين الذي جاء بالصلاح والفلاح للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة 0
جملة مما ذكره المفسرون في مناسبة الآية :
اهتم بعض المفسرين في تفاسيرهم بإبراز المناسبة بين هذه الآية الكريمة وما قبلها وبينها وبين ما بعدها ، وفيما يلي ننقل جانبا مما ورد في كتبهم :
2- هذا الإمام النيسابوري يبين لنا السياق العام لآية الكرسي فيقول رحمه الله ( فد جرت عادته سبحانه و تعالى في كتابه الكريم أنه يخلط الأنواع الثلاثة : أعني علم التوحيد – و علم الأحكام – وعلم القصص -بعضها ببعض و الغرض من ذكر القصص إما تقرير دلائل التوحيد وإما المبالغة في إلزام الأحكام والتكاليف وفي هذا النسق أيضا رحمة شاملة فإن طبع الإنسان جبل علي الملل فكلما انتقل من أسلوب إلي أسلوب انشرح صدره وتجدد نشاطه وتكامل ذوقه ولذته وصار أقرب إلى فهم معناه و العمـل بمقتضاه و إذ قد تقدم من علم الأحكام والقصص ما اقتضى المقام إيراده ذكر الآن ما يتعلق بعلم التوحيد فقال ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .
وعن صلة آية الكرسي بما بعدها يقول النيسابوري رحمه الله ( لما بين دلائل التوحيد بيانا شافيا قاطعا للأعذار ذكر بعد ذلك أنه لم يبق للكافر علة في إقامته علي الكفر إلا أن يقسر علي الإيمان ويجبر عليه ، و ذلك لا يجوز في دار الدنيا التي هي مقام الابتلاء و الاختبار وينافيه الإكراه و الإجبار فالحق واضح أبلج )[1].
وعن صلة آية الكرسي بما بعدها يقول البقاعي رحمه الله { ولما اتضحت الدلائل لكل عالم وجاهل صار الدين إلى حد لا يحتاج فيه منصف لنفسه إلى إكراه فيه فقال U ( لا إكراه في الدين ) } [2]
4 - ويقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني ( ومناسبة الآية الكريمة لما قبلها أنه سبحانه لما ذكر أن الكافرين هم الظالمون ؛ ناسب أن ينبههم جل شأنه إلى العقيدة الصحيحة التي هي محض التوحيد الذي درج عليه المرسلون علي اختلاف درجاتهم وتفاوت مراتبهم بما أينعت من ذلك رياضه ؛ وتدفقت حياضه و صدح عندليبه وصدع علي منابر البيان خطيبه فلله الحمد علي ما أوضح الحجة و أبان عن وجه المحجة ) 3 .
ثم يقـول الإمام الألوسي موضحا الصلة بين آية الكرسي والآية التي تليها ( لا إكراه في الدين ) " جملة مستأنفة جىء بها إثر بيان دلائل التوحيد للإيذان بأنه لا يتصور الإكراه في الدين لأنه في الحقيقة إلزام الغير فعلا لا يري فيه خيرا يحمله عليه ؛ والدين خير كله " [3] .
5 – و في تفسير المنار يقول الشيخ رشيد رضا موضحا صلة آية الكرسي بما قبلها ( بعد أن أمرنا تعالى بالإنفاق في سبيله قبل أن يأتي يوم لا مال فيه و لا كسب ؛ و لا ينجي من عقابه فيه شفاعة و لا فداء انتقل –كدأب القراّن - إلي تقرير أصول التوحيد و التــنزيه التي تشعر متدبرها بعظيم سلطانه تعالى ؛ ووجوب الشكر له و الإذعان لأمره ؛ و الوقوف عند حدوده و بذل المال في سبيله ؛ و تحول بينه وبين الغرور و الاتكال علي الشفاعات و المكفرات التي جرّأت الناس علي نبذ كتاب الله وراء ظهورهم فقال (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) [4].
6- وفي التحرير و التنوير يقول الشيخ ابن عاشور ( لما ذكر هول يوم القيامة ، وذكر حال الكافرين ، استأنف بذكر تمجيد الله تعالى وذكر صفاته إبطالا لكفر الكافرين وقطعا لرجائهم ، لأن فيها (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ، وجعلت هذه الآية ابتداء لآيات تقرير الوحدانية والبعث ، وأودعت هذه الآية العظيمة هنا لأنها كالبرزخ بين الأغراض السابقة واللاحقة . )
كما يقول عن صلة آية الكرسي بالآية التي تليها :-
وتعقيب آية الكرسي بهذه الآية بمناسبة أن ما اشتملت عليه الآية السابقة من دلائل الوحدانية وعظمة الخالق وتنزيهه عن شوائب ما كفرت به الأمم ، من شأنه أن يسوق ذوي العقول إلى قبول هذا الدين الواضح العقيدة ، المستقيم الشريعة ، باختيارهم دون جبر ولا إكــراه ، ومن شأنه أن يجعل دوامهم على الشرك بمحل السؤال : أيتركون عليه أم يكرهون على الإسلام ، فكانت الجملة استئنافا بيانيا )[5].
7 – وقول صاحب الظلال مبينا صلة الآية الكريمة بما قبلها { وبمناسبة الاختلاف بعد الرسل والاقتتال والكفر بعد مجيء البينات والإيمان .. بهذه المناسبة تجيء آية تتضمن قواعد التصور الإيماني، وتذكر من صفات الله سبحانه ما يقرر معنى الوحدانية في أدق مجالاته وأوضح سماته وهي آية جليلة الشأن عظيمة الدلالة واسعة المجال }
ثم يقول صاحب الظلال موضحا صلة آية الكرسي بما بعدها { .. وعندما يصل السياق بهذه الآية إلى إيضاح قواعد التصور الإيماني في أدق جوانبها، وبيان صفة الله وعلاقة الخلق به هذا البيان المنير.. ينتقل الى إيضاح طريق المؤمنين وهم يحملون هذا التصور ويقومون بهذه الدعوة وينهضون بواجب القيادة للبشرية الضالة الضائعة 00} [6]
المقصد السني في تفسير آية الكرسى * الفصل ا لثاني : التفسير التحليلي للآية الكريمة
) اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو (
} Q {
لفظ الجلالة } Q { علم على الذات الإلهية ، وهو اسم تفرد به الله سبحانه واختصه لنفسه ، ووصف به ذاته ، وقدمه على جميع أسمائه ، وأضاف صفاته كلها إليه 0
قال I : } رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا {
أى هل تعلم أحداً اسمه الله غير الله ؟ أو اسماً غير ماسمى به نفسه ؟
أو هل تعلم أحداً يستحق كمال الأسماء والصفات ما يستحقه الله ويتصف به حقيقة .
أو هل تعلم اسماً هو أعظم من هذا الإسم المفرد [7].
) اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو (
لارب غيره ولامعبود سواه وهو سبحانه المتفرد بالربوبية والألوهية . وتوحيد الله تعالى هو أساس العقيدة الصحيحة ، ودعوة جميع الأنبياء عليهم السلام من آدم u وحتى خاتم النبيين والمرسلين r .
قال تعالى ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا أَنَا فاعبدون { [الأنبياء 25] وقال U ) يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُون ( [النحل2 .
ولقد قسم العلماء التوحيد إلى أقسام ثلاثة : -
أولها : توحيد الربوبية :
وهو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى رب كل شيئ فلا رب غيره 0
قال تعالى) إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّة أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْق وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( [سورة الأعراف54 ]
وقال تعالى : ) قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِج الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَفَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ {31} فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) ( [سورة يونس ].
فالخالق الرازق المدبر المحي المميت المليك المقتدر هو الله .
الثانى : توحيد الألوهية :
وهو الاعتقاد الجازم بأنه تعالى الإله الحق المستحق لجمع العبادات الظاهرة و الباطنة ، المتفرد بها فلا معبود إلا هو 0
الثالث : توحيد الأسماء والصفات
أما توحيد الأسماء فيقتضي الإيمان بما عليه كل اسم من معنى ، وما يتعلق به من آثار.
قال تعالى في سورة الأعراف (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {180} )
وقال U في سورة الإسراء { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً {110}
وقال U في سورة طه } اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى {8} { .
وقال e ( إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة } [8].
وأسماء الله تعالى ليست منحصرة في التسعة و التسعين اسما ولكن لله عز وجل أسماء أخرى غير تلك الأسماء ، دل على ذلك الحديث الذى رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو يعلى والطبرانى من حديث ابن مسعود t عن رسول الله e قال ( ما أصاب أحدًا قط هم ولاحزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك نا صيتى بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أواستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى و ذهاب همى : إلا أذهب الله حزنه و همه وأبدله مكانه فرحا-[9]
– وأما توحيد الصفات فيقتضى الإيمان بها بلا تعطيل أو تشبيه بالحوادث وتفويض علم كيفيتها لله تعالى فهو تعالى أعلم بنفسه منا ، و الإيمان بعدم وجود صفتين لله تعالى من جنس واحد كقدرتبن و إرادتين 0 وأما توحيد الأفعال فمعناه عدم وجود فعل لأحد غيره يشبه فعله تعالى قال تعالى } ليس كمثله شئ وهو السميع البصير { سورة الشورى : 11 [10].
وقال تعالى } قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد { .
وكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) متضمنة لجميع أنواع التوحيد ، لأن معناها توحيد الله في ألوهيته الذى يتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته [11].
} الحي { :
من له الحياة الأزلية الأبدية الكاملة الذاتية ، التي لم تسبق بعدم ولاتعقب بفناء0
قال الإمام الطبري في تفسيره{ (الحى) الذى له الحياة الدائمة والبقاء الذى لا أول له ولا آخر له بأمد إذ كل ما سواه فإنه وإن كان حيا فلحياته أول محدود وآخر ممدود ينقطع بانقطاع أمدها وينقضي بانقضاء غايتها }[12]0
{ الحى : الذىله جميع معانى الحياة الكاملة من السمع و البصر والعلم و القدرة والإرادة و غيرها 000} [13]
ومن هنا فهناك فارق بين حياة المخلوق وحياة الخالق ، فحياة الله تعالى ذاتية ، وحياة جميع المخلوقات من الله تعالى، وحياة الله تعالى أزلية ، وحياة المخلوقات حادثة ، وحياة الله تعالى لاتفارقه وحياة المخلوقات لاتلازمها ، وحياة الله تعالى لاحد لها ولاأمد لها ولامنتهى لها ، وحياة المخلوقات محدودة منتهية بانتهاء الآجال .
وحظ العبد من هذا الاسم أن يعمل للحياة الحقيقية ، الحياة الباقية ، في الدار الآخرة قال تعالى في سورة العنكبوت } وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {64} { وقال تعالى في سورة الفجر } يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى {23] يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي {24} { 0 ولا سبيل إلى هذه الحياة الحقيقية الحياة الهادئة الهانئة الراضية المرضية الحياة الطيبة التى لاسبيل إليها إلا بالاستجابة لنداء الحق .
قال تعــالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم { [سورة الأنفال 24]
وقال U } مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون { [سورة النحل 96 ]
وعـن معنى الحياة الطيبة يقول الإمام ابن القيم في كتابه مدارج السالكين [ وقد فسرت الحياة الطيبة بالقناعة والرضا والرزق الحسن وغير ذلك والصواب أنها حياة القلب ونعيمه ، وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه والتوكل عليه ، فإنه لاحياة أطيب من حياة صاحبها ولا نعيم فو ق نعيمه إلا نعيم الجنة ،كما كان بعض العارفين يقول :إنه لتمر بي أوقات أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب وقال غيره : إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طرباً ، وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح فإنه ملكها ، ولهذا جعل الله الحياة الضنك لمن أعرض عن ذكره ، وهي عكس الحياة الطيبة ][14]
ومن الأشياء المجربة أن من داوم على ذكر ( يا حي يا قيوم ) أورثه ذلك حياة القلب وصفاءه وحياة العقل وتوقده 0
} القيوم {
صيغة مبالغة من قام يقوم قياما ، فهو قيووم على وزن فيعول اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء 0
قال أمية بن أبي الصلت :
لم تخلق السماء والنجوم والشمس معها قمر يعوم
قدره المهيمـن القيوم والجسر والجنة والجحيم
إلا لأمر شأنه عظيم [15] .
والله تعالى هو } القيوم { القائم بذاته ، المقيم لغيره 0
قال ابن عباس { القيوم } الذي لايزول ولايحول ، وقال مجاهد { القيوم } القائم على كل شئ .
وقال قتادة { القيوم } القائم بتدبير خلقه ، وقال الحسن { القيوم } القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها بعملها من حيث هو عالم به لا يخفي عليه شئ منه [16] 0
وقال الإمام الراغب [ (القيوم )أى القائم الحافظ لكل شىء والمعطى له ما به قوامه ] [17]0
وقال الإمام الطبري ( القيوم ) يطلق لمجموع اعتبارين : أحدهما أنه لا يفتقر في قوامه إلي غيره ؛ الثاني : أن غيره يفتقد في قوامه إليه فلا وجود ولا بقاء لغيره تعالى إلا به ) [18]0
و يقول صاحب الظلال ( 0000أما صفة القيوم : فتعني قيامه سبحانه و تعالي علي كل موجود؛ كما تعني قيام كل موجود به ؛ فلا قيام لشىء إلا مرتكزا إلي وجوده وتدبيره 000و إرادته تعالى 000ومن ثم يظل ضمير المسلم و حياته ووجوده ووجود كل شئ مرتبطا بالله الواحد ؛ الذي يصرف أمره وأمر كل شئ حوله ؛ وفق حكمه وتدبيره ؛فيلتزم الإنسان بالمنهج المرسوم القائم علي الحكمة و التدبير؛ و يستمد منه قيمه وموازينه و يراقبه وهو يستخدم هذه القيم و الموازين )[19]
وحظ العبد من الاسم أيضا أن يستغني بالله عن كل ما سواه فالله تعالي هو القائم علي كل نفس يكلؤها ويحفظها و يرزقها وأن يراقب الله U في كل عمل 0
} لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ {
هذه الجملة تقرير لكمال حياته تعالى وقيوميته ، لأن السنة والنوم إنما يعرضان للمخلوق ، الذي يعتريه الضعف والعجز والزوال ، ولايعرضان لذي العظمة والكبرياء والجلال ، ولأن النائم لا يستطيع حفظ شئ حيال نومه ، والنوم تغير وانتقال من حال إلى حال والله U لايتغير لأن التغير من صفات الحوادث والله تعالى } ليس كمثله شئ وهو السميع البصير { سورة الشورى :11 0
روى الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده و ابن ماجة في السنن والبغوى في تفسيره عن أبى موسى الأشعرى t قال قام فينا رسول الله e بخمس كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام ولكنه يخفض القسط ويرفع ، إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه }[20]
والسِّنة أصلها من الفعل وسن يسن ، حذفت الفاء من المضارع ومن المصدر كما يقال : عدة - بكسر العين ، والسنة : النعاس ، والنعاس ما يتقدم النوم من الفتور وانطباق العين فإذا صار في القلب صار نوما 0
قال الشاعر : وسنان أقصده النعاس فرنّقت في عينه سنة وليس بنائم [21]
أما النوم فقيل هو" حال يعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوــبات الأبخرة المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس رأسا" [22]، وقيل هو" فتور يعترى أعصاب الدماغ من تعب أعمال الأعصاب ومن تصاعد الأبخرة البدنية الناشئة عن الهضم والعمل العصببى فيشتد عند مغيب الشمس ومجيىء الظلمة ، فيطلب الدماغ و الجهاز العصبى الذى يديره الدماغ استراحة طبيعية فيغيب الحس شيئاً فشيئاً وتثقل حركة الأعضاء ، ثم يغيب الحس إلى أن تسترجع الأعصاب نشاطها فتكون اليقظة " [23]وقيل هو الغشية الثقيلة التى تهجم على القلب فتقطعه عن معرفة الأمور[24]
وفي الميزان للطباطبائى : " النوم هو الركود الذى يأخذ الحيوان لعوامل طبيعية تحدث في بدنه" [25]
وهذه الأقوال التى ذكرها المفسرون مرجعها إلى ما ذكره الفلاسفة والأطباء ،فهذا أبقراط يرى أن النوم ينشأ عن انسحاب الدم والدفء إلى المناطق الداخلية من الجسم ،
وهذا الفيلسوف اليونانى أرسطو يرجع السبب المباشر في النوم إلى الطعام الذى نتناوله والذى يطلق أبخرة وأدخنة في العروق ولقد أضاف الإسكندر الافروديس إلى ما ذكره أرسطو : أن التعب الذى يحل بالجسم
يؤدي إلى أن يجف الجسم ويفقده حرارته وبذلك ينتهى الأمر إلى النوم000 بينما يرى الكسندرفون همبولت : أن النوم ينشأ عن نقص في الأكسجين ، لكن العالم الألمانى فلهلم برايير : يرى أن التعب يخلق مواد كيميائية في جسم الإنسان من شأنها أن تمتص الأكسجين من الجسم الأمر الذى يتسبب في حرمان المخ من الأكسجين اللازم له من أجل أداء أعماله و نشاطه 0 [26]
هذا ورغم التقدم العلمى الهائل والإمكانيات العلمية العظيمة والمراكز والمختبرات العلمية المنتشرة في أرجاء العالم والأبحاث والدراسات والتجارب عن النوم رغم هذا كله فمازال سرًا غامضًا على البشرية وهى في أوج تقدمها وازدهارها العلمي ، إن تلك الدراسات والأبحاث التي تنفق عليها الملايين ويقضي العلماء فيها السنين والسنين ويحصلون من خلالها على الدرجات العلمية والأوسمة والجوائز العلمية ـ لا تتعدى كونها مجرد تسجيل لظواهر وملاحظات تحدث قبل الاستعداد للنوم وأثناء النوم وعند الاستيقاظ منه ، كما أن تلك الدراسات والبحوث متعلقة بما يتصل بالنوم من أمور حسية ، أما الروح فلا علم لهم بها ، ومن هنا فإن النوم إلى الآن وحتى يرث الله الأرض ومن عليها سيظل سرا من أسرار الله تعالى في هذا الوجود .
كما أن الروح سر من الأسرار التي لا نـعلمها ولا سبيل لنا إلى معرفة حقيقتها ، وصدق المولى U إذ يقول :- } وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }85{ { [سورة الإسراء ] وقال جل وعلا } اللَّهُ يَتَوَفي الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {42}سورة الزمر {
وقال سبحانه } وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} [سورة الروم ]{
فالنوم آية من آيات الله تدل على قدرته ، ونعمة من نعمه تدل على فضله ورحمته ، وسر من أسراره في خليقته يدل على سعة علمه وبالغ حكمته 0
فإن قيل : ما السر في تقديم السنة على النوم مع أن الترقي في النفي من الأقوى إلى الأضعف ومن الأكثر إلى الأقل ، كما نقول لا يقدر فلان على ضرب خمسة رجال ولا واحدا ، كما أن الترقي في الإثبات يكون من الأقل إلى الأكثر ومن الأضعف الى الأقوى ؟
قلنا للمفسرين في ذلك أجوبة متنوعة :-
قال بعضهم : إنما قدم السنة على النوم اعتبارا للترتيب الزمني لأن السنة تسبق النوم[27]
وقال الرازي : { تقدير الآية { لا تأخذه سنة فضلا عن أن يأخذه النوم } [28]
وقال الإمام البقاعي : { لما عبر بالأخذ الذي هو بمعنى القهر والغلبة وجب تقديم السنة كما لو قيل فلان لا يغلبه أمير ولا سلطان [29] 0
وفي عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ { … وإنما جمع بين نفييهما لأنه لا يلزم من نفي أحدهما نفي الآخر ، إذ يتصور مجيء النوم دفعة من غير مبادئ الوسن ، ومجىء الوسن دون النوم فلذلك نفي كل واحد منهما على حدته بدليل تكرير ( لا ) }[30]
وقال الشيخ محمد عبده : { إن ما ذكر في النظم الكريم ترق في نفي هذا النقض ، ومن قال بعدم الترقي فقد غفل عن معنى الأخذ وهو الغلبة والاستيلاء ، ومن لا تغلبه السنة فقد يغلبه النوم لأنه أقوى ، فذكر النوم بعد السنة ترق من نفي الأضعف إلى نفي الأقوى }[31]
و{ لا } في قوله تعالى { ولا نوم } لتأكيد النفي ، ولبيان انتفاء كل واحد منهما ولو لم تذكر لاحتمل نفيهما بقيد الاجتماع ، وبناء عليه فلا يلزم منه نفي كل واحد منهما على حدته ، ولذلك تقول : ما قام زيد وعمرو بل أحدهما ، ولا تقول : ما قام زيد ولا عمرو بل أحدهما [32]
موعظة بليغة *
تعلق قلب رجل بامرأة بدوية وقد ذهبت ذات ليلة إلى حاجة لها فتبعها الرجل فلما خلا بها في البادية والناس نيام راودها عن نفسها ، فقالت له انظر أنام الناس جميعاً ففرح الرجل وظن أنها قد أجابته إلى ما ابتغاه فقام وطاف حول مضارب الحى فإذا الناس نيام فرجع مسروراً وأخبرها بخلو المكان إلا من النيام ، فقالت ما تقول في الله تبارك وتعالى ؟ أنائم هو في هذه الساعة ؟ قال الرجل إن الله لاينام ولا تأخذه سنة ، فقالت المرأة إن الذى لم ينم ولا ينام ويرانا وإن كان الخلق لا يرون فذلك أولى أن نخشاه ، فاتعظ الرجل وتركها وتاب خوفاً من الله تعالى : ولما مات رئى في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لى لخوفي منه وتوبتى إليه .
وصدق من قال: وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلا العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
} لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ {
خلقا وملكا وتصريفا وتدبيرا ، فهو سبحانه المتفرد بالألوهية لأنه الخالق الرازق المالك المصرف ، وكل ما سواه عبيد له .
قال صاحب المنار [ له ما في السموات وما في الأرض ] فهم ملكه وعبيده ، مقهورون لسنته ، خاضعون لمشيئته ، وهو وحده المصرف لشؤونهم والحافظ لوجودهم [33]
وذكر هنا المظروف دون الظرف اكتفاء بما ذكر في مواضع أخرى من أن السموات والأرض مخلوقة مملوكة له عز وجل [34]، ورد على الذين عبدوا آلهة من دون الله U كالذين عبدوا الشمس أو القمر أو الحجر أو الشجر أو النار أو الماء أو الجن أو أحدا من المخلوقات المملوكة لله U والتي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
وفي حاشية الصـاوي[35] : [ ولا نزاع في كون السموات والأرض ملكا لله قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } سورة الزخرف 9 ] [36]وفي ذلك رد على الكفار حيث زعموا أن له شريكا فكأن الله يقول لهم : ما أشركتموه لا يخرج عن السموات والأرض وشأن الشريك أن يكون مستقلا خارجا عن مملكة الشريك الآخر .
قال صاحب فتح البيان : [ وأجري الغالب مجري الكل فعبر عنه بلفظ ( ما ) دون ( من ) وفيه رد على المشركين الذين عبدوا الكواكب التي في السماء والأصنام التي في الأرض فلا تصلح أن تعبد لأنها مملوكة مخلوقة له ] [37].
} مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ {
فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه فالأمر أمره والحكم حكم الله U ، والشفاعة هي طلب الخير للغير من الغير وأصلها من الشفع ، والشفع كما ورد في لسان العرب : خلاف الوتر وهو الزوج ، تقول كان وترا فشفعته شفعا أي صيرته زوجا ، وشفع لي يشفع شفاعة وتشفع : طلب ، والشفيع : الشافع ، والجمع : شفعاء … والشفاعة : كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره .
قال الإمام الراغب في المفردات [ والشفاعة من الشفع وهو ضـم الشىء إلى مثله ، والشفاعة والانضمام إلى آخر ناصر له وسائل عنه وأكثر ما يستعمل في انضمام ما هو أعلى مرتبة وحرمة إلى ما هو أدنى ومنه الشفاعة في القيامة ] [38] .
وقال الحرالي [وحقيقة الشفاعة : وصلة بين الشفيع والمشفوع له لمزية وصلة بين الشفيع والمشفوع عنده ] [39].
والشفاعة قسمان :
الشفاعة في الدنيا : وهي اتخاذ الوسائط عند أصحاب الجاه والسلطان في قضاء الحوائج ورد الحقوق لأصحابها وهي جائزة ما دامت تلك الحاجة مشروعة.
قال تعالى { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيئ مقيتا } سورة النساء 85 .
وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل، أو طلبت إليه حاجة، قال: (اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء). [40]
والشفاعة في الآخرة : وهي مختلفة اختلافا كبيرا عن الشفاعة في الدنيا كما سيتضح لنا من أنواعها .
النوع الأول : الشفاعة العظمى أو العامة وهي مخصصة بالحبيب المصطفي e .
روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وقد سماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات – فذكرهن أبو حيان في الحديث – نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا، اشفع لنا، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعده مثله - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، أو: كما بين مكة وبصرى).[41]
النوع الثاني : شفاعته لنوع من العصاة من أمته قد استوجبوا دخول النار بذنوبهم فيشفع لهم في الخروج منها :
روى البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. فيدخلون الجنة، ويسمون الجهنميين".[42]
وفي الصحيحين عن حماد بن زيد قال: قلت لعمرو بن دينار: أسمعت جابر بن عبد الله يحدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة؟ قال: نعم".[43]
النوع الثالث : شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه الله من العذاب يوم القيامة ، وهذه خصوصية للرسول ( خصه الله تعالى بها وذلك لأن الأصل أن الكافر لا شفاعة له 0
عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ).[44]
النــوع الرابـــع : شفاعة الأنبياء والملائكة والعلماء والشهداء قال تعالى } وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى { النجم 26
وقال تعالى { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون} الأنبياء 28 .
وقال تعالى } لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا { مريم 87
فلا شفاعة إلا بإذن من الله تعالى { ولايأذن تعالى لأحد أن يشفع إلا فيمن إرتضى ، ولايرتضي تعالى إلا توحيده واتباع رسله فمن لا يوصف بهذا فليس له في الشفاعة نصيب
روى الترمذي وغيره : عن المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "للشّهِيدِ عندَ الله سِتّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ في أَوّلِ دُفْعَةٍ ويرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنّةِ، ويُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ منها خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا وما فيها، ويُزَوّجُ اثْنَتَيْنِ وسْبعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ (الْعِينِ) ، وَيُشَفّعُ في سَبْعِينَ مِنْ أقَارِبِهِ". [45] 0
كما ورد في الحديث الصحيح أيضا أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي ربي منعته الطعام والشراب طول النهار فشفعني فيه ويقول القرآن أي ربي منعته النوم طول الليل فشفعني فيه ، قال فيشفعان }[46] أي فتقبل شفاعتهما0
وقوله تعالى [ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ] استفهام إنكاري ؛ حيث زعموا أن الأصنام وغيرها من الأشياء التي عبدوها : تشفع لهم عند الله
واختلفوا في متعلق{ عند } فقيل متعلق بـ { يشفع } وقيل متعلق بحال محذوف تقديره { من ذا الذي يشفع } كائنا أو مستقرا { عنده } والمعنى على هذا الوجه إذا لم يشفع عنده من هو عنده وقريب منه إلا بإذنه فشفاعة غيره أبعد 0
والشفاعة المنفية : هي شفاعة الآلهة المزعومة التي عبدت من دون الله تعالى . قال تعالى في سورة الزمر {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ {43} قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {44}. }
والشفاعة للكفار : فلا شفاعة لكافر في دخول الجنة لأن الجنة محرمة على الكافرين قال تعالى في سورة المدثر عن أحوال الكفار في الآخرة { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } 48 ) 0
والشفـاعة بـــدون إذن الله تعالى ورضاه : فلا شفاعة إلا بإذنه ورضاه قال تعالى} وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى { النجم 26 . وقال تعالى { يومئذ لاتنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا } طه 60
} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ {
{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } { ما بين أيديهم } ما قبل خلقهم { وما خلفهم } ما بعد موتهم ، وقيل : {ما بين أيديهم } ما أظهروه { وما خلفهم } ما كتموه وقيل { ما بين أيديهم } : يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها ، { وما خلفهم } : الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم [47] .
وقيل { ما بين أيديهم } ما فعلوه من خير وشر { وما خلفهم } ما يفعلونه بعد ذلك ، وقيل ( ما بين أيديهم) ما قدموا من أعمال { وما خلفهم } ما أضاعوا من أعمالهم [48] وقيل الـمـراد { بين أيديهم وما خلفهم } ما هو ملاحظ لهم من المعلومات ما خفي عنهم أو ذهلوا عنه منها وقيل ما بين أيديهم المحسوســات المشاهدة ، وما خلفهم المعقولات الغيبية وكل هذه الأقوال محتملة ][49].
والمراد أنه سبحانه عالم بما كان قبلهم وبما كان بعدهم عالم بما خطر لهم وبما خفي عنهم عالم بما فعلوه وبما لا يفعلوه ، عالم بأمور الدنيا وأمور الآخرة عالم بالغيب والشهادة فسبحان من وسع كل شئ علما وأحاط بكل شئ قدرا .
ومن ألوان البلاغة في هذه الآية الكريمة :حسن التقسيم والاكتفاء ذلك أن الأزمنة ثلاثة :الحاضر والماضي والمستقبل ، وقد اجتمعت في قوله تعالى في سورة مريم } لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا 62{ واكتفت آية الكرسي بالإشارة إلى الماضي والمستقبل ذلك لأن الحاضر معلوم من باب أولى ، كما أن الحاضر خط دقيق يفصل بين الماضي والمستقبل 0
} وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء {
: يقال لكل من أحرز شيئا أو بلغ علمه أقصاه قد أحاط به .
أي : لا يعلمون شيئا من معلوماته إلا بما أراد أن يعلمهم به ، فهو سبحانه المحيط بكل ما كان وما هو كائن وبما سيكون ،
وهذا كقول الخضر لموسى u حين نقر العصفور في البحر ما نقص علمي وعلمك من علم الله تعالى إلا كما نقص هذا العصفور من ماء البحر [50]
والمعنى لا معلوم لأحد إلا ما شاء الله أن يعلمه قال تعالى { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحــر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } سورة الكهف : 109.
وصلة قوله تعالى { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء } بقوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } أنه سبحانه عالم بأحوال الشفعاء ومن يشفعون له ومن تقبل شفاعته .
( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) : فلا يخرج عن علمه معلوم ، و(لا) تقدير لما تضمنته الجمل السابقة من بيان عظمة الله وقدرته وجلاله ، ببيان عظمة مخلوقاته وسعة ملكه وفي ذلك ما يدل على عظمة شأنه U 0 قال الإمام القرطبي : وهذه الآية منبئة عن عظم مخلوقات الله تعالى ، ويستفاد من ذلك عظمة قدرته تعالى ، إذ لا يؤوده حفظ هذا الأمر العظيم [51]وسع فلان الشئ يسعه سعة : إذا احتمله وأطاقه ، وأمكنه القيام به0
والكرسي جسم بين يدي العرش أعظم من السموات السبع والأرضين ودون العرش .
وفي تفسير ابن جزي الكلبي { الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش وهو أعظم من السموات والأرض وهو بالنسبة للعرش كأصغر شئ [52]
روى الإمام الطبري في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وغيرهما عن أبي ذر t أنه سأل النبي r عن الكرسي : فقال { ياأبا ذر ماالسموات السبع والأرضين السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ] [53]
وروي عن ابن عـبـاس رضي الله عنهـما قـال : { إن السمـوات السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس 0[54]
* وذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بالكرسى : العرش0أورد ابن جرير هذا الرأى وعزاه إلى الحسن وسعيد بن جبير وقال ابن كثير [55]{وروى ابن جرير عن الحسن البصرى أنه كان يقول الكرسى هو العرش ،والصحيح أن الكرسى غير العرش ،والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار 0
* وقيل ( وسع كرسيه ) أى وسع علمه ،فالكرسى مجاز عن العلم من تسمية الشئ بمكانه 0لأن الكرسى مكان العالم الذى يحمل العلم ،فيكون مكانا للعلم بالتبعية ،لأن العرض يتبع المحل في التحيز ،قال ابن عباس ( كرسيه ) علمه، ورجحه الطبرى وقال : ومنه الكرّاسة التى تضم العلم ومنه قيل للعلماء الكراسىّ ، لأنهم المعتمد عليهم
كما قال الشاعر :
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسى بالأحداث حين تنوب [56][57]
أى علماء بحوادث الأمور
* وقيل ( كرسيه ) قدرته التى يمسك بها السموات و الأرض كما تقول : اجعل لهذا الحائط كرسيا أى ما يثبته ويدعمه [58]
والذى أرجحه في تفسير الكرسى ما ذكرته أوّلا : وهو أنه جسم عظيم فوق السموات ودون العرش لما ورد في الأحاديث الصحيحة التي دلت على ذلك واختار هذا الرأي جمع من أعلام المفسرين كابن كثير وابن عطية و الرازي وأبي السعود والألوسي والشوكاني والبروسوي وغيرهم .
قال ابن كثير { والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار ] [59] [60].
وقـال ابن عطية [ والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش ، والعرش أعظم منه ]00[61]
وقال الإمام الرازي بعد أن أورد أقـــــوالا مـتعددة في المراد بالكرسي [ والمعتمد هو الأول ] يعني أنه جسم عظيم تحت العرش ….. [ لأن ترك الظاهر بغير دليل لا يجوز والله أعلم ] [62]
وبين الإمام الألوســي في تفسيره أن المراد بالكرسي جسم بين يدي العرش محيط بالسموات السبع ثم أورد الأحاديث التي وردت في ذلك وذكر أقوالا أخرى في المراد بالكرسي ثم رجح ما ذكره أولا وبين أنه الحق الثابت الذي نطقت به الأخبار الصحيحة [63]
وقال الإمام الشوكاني [ ( وسع كرسيه ) الكرسي : الظاهر أنه الجسم الذي وردت الآثار بصفته وقد نفي وجوده جماعة من المعتزلة وأخطئوا في ذلك خطأ بينا وغلطوا غلطا فاحشا وقال بعض السلف إن الكرسي هنا عبارة عن العلم … ورجح هذا القول ابن جرير الطبري وقيل كرسيه قدرته التي يمسك بها السموات والأرض وقيل هو تصوير لعظمته ، ولاحقيقة له ، وقيل هو عبارة عن الملك ، والحق القول الأول ، ولاوجه للعدول عنه [64]
وقال صاحب روح البيان [ والمعتمد : أن الكرسي جسم بين يدي العرش محيط بالسموات السبع ] [65]
وقال صاحـب فتح البيان بعد عرضه للأقوال الواردة في بيان معنى الكرسي [ والحق القول الأول ] يقصد الجسم الذي وردت الآثار بصفته [ ولا وجه للعدول عن المعنى الحقيقي إلى مجرد خيالات تسببت عن جهالات وضلالات ] [66]
موعظة بليغة :
روى ابن ماجه. في سننه عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَىرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: (أَلاَ تُحَدِّثُونِي، بِأَعَاجِيبِ مَارَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟) قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى. بَارَسُولَ اللهِ! بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ. مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ. فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ. فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا. فَحَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا. فَانْكَسَرتْ قُلَّتُهَا. فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ، يَاغُدَرُ! إِذَا وَضَعَ اللهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الأَوَّلِينَ وَالآْخِرِينَ. وَتَكَلَّمَتِ الأَيْدِي وَالأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْري وَأَمْرُكَ، عِنْدَهُ غَداً. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ r صَدَقَتْ : صَدَقَتْ. كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لاَيُؤْخَذُ لِضَعِيِفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ ؟ ) .[67]
} وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا {
لا يثقله حفظهما ،يقال آده كذا أي أثقله ولحقه منه مشقة ، ومنه الموؤودة : البنت التي تدفن حية لأنهم يثقلونها بالتراب ، والمعنى لا يثقله U ولا يشق عليه حفظ السموات والأرض وما فيهما وما بينهما ، قال صاحب روح البيان:{ لا يثقله ولا يشق عليه تعالى حفظ السموات والأرض ، إذ القريب و البعيد عنده سواء والقليل والكثير سواء ، وكيف يتعب في خلق الذرة وكل الكون عنده سواء فلا من القليل له تيسر ولامن الكثير عليه تعسر (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ] [68].
} وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ {
( العلى ) صفة من صفاته U ، وهى من الفعل علا يعلو ، وفيها إعلال بالقلب لأن أصله (عَليو) بسكون الياء اجتمعت الياء والواو في الكلمة وكانت الأولى منها ساكنة فقلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى .
( العلى ) هو الذى لارتبة فوق رتبته 0 [69].
(العلى ) الذى تاهت الألباب في جلاله وعجزت العقول عن وصفه كما له [70] وقال الراغب في المفردات { الذي يعلو أن يحيط به وصف الواصفين بل علم العارفين } [71]
[ (العلي) بالاقتدار ونفوذ السلطان ، والعلي عن الأشباه والأضداد ] [72] 0
( العلى) :{الرفيع فوق خلقه المتعالى عن الأشباه والأنداد }[73]0
{ العلى الذى ليس فوقه شىء والقاهر الذى لا يغلبه شىء } [74]
{ العلى ) بذاته على جميع مخلوقاته ، وهو العلى بعظمة صفاته وهو العلى الذى قهـر المخلـوقات ودانت له الموجودات وخضعت له الصعاب وذلت له الرقاب }[75]
فهو سبحانه العلى في ذاته وفي صفاته وكل ما ورد في القرآن والسنة النبوية في بيان علوه جل شأنه : فإننا نؤمن به ونقر به كما جاء بدون تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف فالله U كما أخبر عن نفسه ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) سورة الشورى 11
قال ابن كثير في تفسيره {000فقوله وهو العلى العظيم كقوله تعالى ( الكبير المتعال )سورة الرعد 9 ، وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاج الأجود فيها طريقة السلف الصالح ، أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه [76]
( العظيم ) " ذو العظمة والهيبة والجلال والكمال ، وهو الكبير المتعال لا يعجزه شىء ولا يحيط العقل بكنه ذاته و لا صفاته 0
{ ( العظيم ) ذو العظمة الذى كل شىء دونه ، فلا شىء أعظم منه } [77].
{ ( العظيم ) : الذى يستحقر بالنسبة إليه كل ما سواه 00} [78].
{ ( العظيم ) الكبير الذى لا شىء أعظم منه } [79] وفي الحديث القدسى يقــــول Y { الكبرياء ردائى و العظمة إزاري }[80]
{ ( العظيم ) أى العظيم الشأن ، القادر الذى لا يعجزه شىء والعالم الذى لا يخفي عليه شىء لا نهاية لمقدوراته و لا غاية لمعلوماته } [81]
{ العظيم : الجامع لجميع صفات العظمة و الكبرياء والمجد و البهاء ، الذى تحبه القلوب وتعظمه الأرواح ، ويعرف العارفون أن عظمة كل شىء وإن جلت عن الصفة فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلى العظيم } [82] .
المقصد السني في تفسير آية الكرسي - الفصل الثالث - المعنى الإجمالي للآية الكريمة
) اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو (
لا رب غيره ولا معبود سواه فهو تعالى الواحد الأحد في ذاته وصفاته وأفعاله .
) الْحَيُّ ( .
صاحب الحياة الأزلية الأبدية ، التي لم تسبق بعدم ، ولا تعقب بفناء فهو سبحانه الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية ، لا شيئ قبله ولا شيئ بعده ، صاحب الحــياة الكاملة كمالاً مطلقاً ، وحياته U ذاتية لا دخل لأحد فيها ، وحياة جميع الكائنات فضل منه تعالى .
وفى وصفه تعالى بالحى : إشارة إلى اتصافه بجميع صفات الحياة الكاملة من السمع والبصر والقدرة والعلم وغير ذلك .
) الْقَيُّومُ ( .
القائم بذاته ، المقيم لغيره ، الذي لا يزول ولا يحول ، القائم على كل نفس بما كسبت حتى يجازيها ، القائم على خلقه يكلؤهم ويرزقهم ، القائم على كل موجود ، ولا قيام لموجود إلا به
وإذا كان وصف الله بـ ( الحى ) إثبات لكمال الذات فوصفه تعالى بـ ( القيوم ) إثبات لكمال صفات الأفعال .
} لا تأخذه سنة ولا نوم {
تقدير لكمال حياته تعالى وقيومته ، فالسنة والنوم يعرضان للمخلوق الذي تعتريه العلل ، ولا يعرضان للخالق U فهو تعالى المنزه عن كل نقص وسلب ، المتصف بجميع صفات الكمال والجلال . قال تعالى في سورة الشورى } لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {11} } لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {12}{ وقال تعالى في سورة فاطر ) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا{41 } ( والنوم آية من آيات الله وسر من أسراره ونعمة منه تعالى 0
} لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض (
له تعالى ما فيهن وما بينهن ، فهو تعالى الخالق الرازق المالك المدبر المصرف ، الملك ملكه والخلق خلقه ، والتدبير تدبيره والخلق كلهم عبيده .
) مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه (
لا شفاعة إلا بإذنه ورضاه ، ولا شفيع إلا من أذن له وارتضاه ، فهو سبحانه المالك المتصرف ، والشفاعة فضل من الله ورحمة والله U يختص بفضله ورحمته من يشاء .
) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم (
فهو سبحانه العليم بأحوال خلقه عامة ، وبأحوال الشفعاء والمشفُع لهم خاصة ، هو تعالى العليم بما كان وما يكون وما سيكون ، العليم بكل مالطف ودق فضلاً عن علمه بكل ماجلُ وظهر . العليم بما حصُلوه وما ضيعوه ، العليم بما قدموه وما خلُفوه ، العليم بما أظهروه وما كتموه ، لا يخرج عن علمه معلوم ، ولا يلتبس عليه موجود ولا معدوم .
) وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء (
فهو تعالى الذي أكرم خلقه بالعلم ، ومهما تقدموا وارتقوا في سلٌم العلم ، فإن علمهم بالنسبة لعلمه تعالى كـقـطـرة في بحــر لُجىٌ ، وصدق الله U إذ يقول ) وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا ً ( ، الإســـراء :85 - ) قل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ( الكهف 109 .
وإذا كان البشر عاجزين وقاصرين عن الإحاطة الشاملة والدراية التامة بأنفسهم فكيف يطمعون وإلى أي مدى يطمحون فى الإحاطة والدراية بما هو قريب منهم وما هو بعيد عنهم من المحسوسات ، فضلاً عن الأمور الغيبية !!
} سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ( سورة البقرة 32.
) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ (
وكما وسع علمه كل شيئ ، فلقد وسع كرسيه السموات والأرض وما فيهن وما بينهن .
وفى هذا دلالة على سعة ملكه وعظمة سلطانه وإحاطة علمه ، فضلاً عن قدرته U على حفظ هذا الملك الواسع وتدبيره ، وفى عظمة مخلوقاته ما يدل على عظمته هU .
) وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُما (
فالقريب والبعيد والقليل والكثير ، والعسير واليسير ، والعظيم والحقير عنده سواء ، وصدق U إذ يقول : ) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون[83] ( ) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر ([84] .
فسبحانه من لا يعجزه شيئ ، ولا يعزب عنه شيئ ، وهو القاهر لكل شيئ ، وهو القائم على كل شيئ .
) وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (
( العلي ) في ذاته وصفاته وأفعاله .
( العلي ) فلا شيئ فوقه ولا رتبة فوق رتبته .
( العلي ) المتعالى عن الأشباه والأنداد .
( العلي ) تاهت الألباب في جلاله وعجزت عن وصف كماله ، قهر جميع المخلوقات ودانت له كل الكائنات ، وخشعت له الأصوات ، وخضعت له الرقاب وذلت له الصعاب
( العلي ) فهو أعلى من أن يحيط به وصف واصف ، أو معرفة عارف .
( العلي ) بقدرته وسلطانه .
( العظيم ) ذو العظمة والهيبة ، والجلال والكمال ، والبهاء والكبرياء ، ولا عظيم إلا ما عِظمه ، فالعظمة له ومنه ، ولا شيئ أعظم منه فهو العظيم فوق كل عظيم .
المقصد السني في تفسير آية الكرسي الخاتمة
الخاتمة
وتشتمل على :
أولا : أهم ما يستفاد من هذه الآية الكريمة :
إخلاص العقيدة والعبادة لله رب العالمين ، فهو تعالى الواحد الأحد لا رب غيره ولا معبود سواه .
في الآيــة الكريمة بـيـان لــكمــال صفات الذات وصفات الأفعال من خلال وصفه U بـ ) الْحَيُّ الْقَيُّومُ ( .
ومن كمال حياته وقيوميته U على كل شيئ أنه تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم .
على المسلم أن يسعى إلى الحياة الطيبة بالإيمان والعمل الصالح، وأن يراقب مولاه U في كل أعماله ، فهو تعالى القائم على كل نفس بما كسبت وعلى المسلم أيضاً أن يفوض أمره كله للحى القيوم Y .
الإكثار من الدعاء بالحي القيوم فبها تحيى القلوب وتنشط العقول ، والتوسل بهما أدعى وأرجى للقبول .
كل ما في الكون ملك لله U فلا ملك إلا له ولا مالك سواه .
لا شفاعة إلا بإذن الله ورضاه ولا شفيع إلا من ارتضاه فالأمر كله لله . يختص بفضله ورحمته من يشاء .
لا علم للبشر إلا ما علمهم الله ، ومهما أوتوا من العلم ، ومهما ارتقوا في درجاته فعلمهم قليل وعقولهم قاصرة ، ولا سبيل للمعرفة الكاملة والإحاطة الشاملة بالمحسوسات المشاهدة فضلاً عن الحقائق الغيبية ؛ فعلى العبد أن يفوض العلم إلى علام الغيوب ، وأن يوظف علمه فيما ينفع الناس ابتغاء مرضاة الله .
في الآية الكريمة إثبات لمشيئة الله تعالى فلا يقع في ملكه إلا ما شاء .
وفي هذا دعوة ضمنية للإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، فكل ما في الكون خاضع لمشيئة الله U قال تعالى : ) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( سورة القصص 68 وقال سبحانه ) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين ( سورة التكوير 29
الإيمان بعظمة وسعة ملكه U على وجه العموم ، والإيمان بالكرسي وهو جرم عظيم ، والإيمان بقدرته U على حفظ السموات والأرض وما فيهن وما بينهن فهو تعالى القادر القاهر فوق كل شيئ ، والقليل والكثير واليسير والعسير عنده سواء .
الإيمان باسم الله ( العلي) فهو تعالى العلي بذاته وصفاته وأفعاله ، ( العلي ) فوق عباده ، ( العلي ) عن الأشباه والأنداد والأضداد ، الإيمان بهذا الاسم الجليل وبهذه الصفة بدون تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تجسيم قال الله تعالى : ) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير (.
وحظ العبد من هذا الاسم الجليل أن يكون عالي الهمة بالإيمان والعلم والعمل الصالح عالياً باتباع الحق ، وأن لا يتعالى على الحق وأهله .
الإيمان باسم الله العظيم : فهو تعالى ( العظيم ) في ذاته وصفاته وأفعاله ( العظيم ) فلا شيئ أعظم منه ، ولا عظمة إلا به ومنه ، ولا نهاية لعظمته ولا حد لها ولا مثيل لها ولا شبيه .
وحظ العبد من هذا الاسم أن يستحضر في قلبه دائماً عظمة الله U وأن يعظم ما عظمه الله 0
المداومة على قراءة آية الكرسي بتأمل وتدبر ، عقب كل صلاة مكتوبة وحين يصبح المسلم وحين يمسي وحين يأوي إلى فراشه ، ويداوم على قراءتها في بيته ففي ذلك خير كثير وأجر كبير .
وفي آية الكرسي ردود على شبهات وأباطيل أعداء الدين .
* ففيها رد على المشركين الذين زعموا وجود آلهة أخرى ، تعالى الله عما يشركون قال تعالى : ) اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُو ( فلا رب غيره ولا معبود سواه .
* وفيها رد على الملاحدة الذين أنكروا وجود الله تعالى متجاهلين وغافلين عن آيات الله الكونية والإنسانية وعن الأدلة الظاهرة والحجج الباهرة التي تشهد لله عز وجل .
فــلـلـه فـي كــل تــحريـكـة وتسكينة في الورى شاهد
وفي كــل شيء لــه آيـة تــــدل عـلــى أنــه واحــد
فياعجبا كيف يعصى الإله أم كـيـف يـجـحـده الجاحـد
تأمل سطور الكائنات فإنها من الملأ الأعلى إليك رسائل
وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل
في الآية الكريمة رد على منكري الشفاعة ، ورد أيضاً على من أثبتها على الإطلاق
قال تعالى ) مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه ( .
** وفي الآية رد على القدرية الذين أنكروا القدر ، وزعموا أن الأمر أنف أي أن علمه تعالى بالأشياء كما زعموا – لا يكون إلا بعد وقوعها .
** قال تعالى ) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا يشَاء (
** وفي الآية رد على من أنكر علمه تعالى بالجزئيات ، فعلمه تعالى شامل لكل ما لطف ودق وكل ما ظهر وبطن لا تغيب عنه غائبة ولا تعزب عنه عازبة ولا تخفي عليه خافية
** وفي الآية تنزيه لله U من صفات العجز والنقص والسلب فهو تعالى صاحب الكمال المطلق والقدرة والإرادة الغالبة والمشيئة النافذة ، لا يغفل ولا ينام ولا يعجزه شيئ ولا يعزب عن علمه شيئ ، ولا يثقل عليه شيئ 0
المراجع ثانيا مراجع البحث
القرآن الكريم
كتب التفسير :
1- إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم للعلامة أبى السعود ( محمد بن محمد بن مصطفى العمادى الحنفى ت 982 هـ ط دار الفكر بدون تاريخ )
2- الأساس فى التفسير للشيخ سعيد حوى ت 1409 هـ ط دار السلام ط أولى سنة 1405 هـ
3- أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطى محمد الأمين بن محمد المختار الجكنى ت 1993هـ- طبع على نفقة الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود السعودية ط 1403هـ
4- أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوى (عبد الله بن عمر ت 685هـ) ط دار الجيل بيروت بدون تاريخ 0
5- الانتصاف للإمام أحمد بن المنير الاسكندري ت 683 هـ بهامش الكشاف للزمخشري ط دار الريان للتراث سنة 1407 هـ ط ثالثة 0
6- البحر المحيط للإمام محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي الغرناطي ت 754 هـ ط دار إحياء التراث العربى ط سنة 1411 هـ ثانية 0
7 – تذكرة الأريب بتفسير الغريب لأبي الفرج ابن الجوزي تحقيق د/حسين علي البواب ط مكتبة المعارف بالرياض 1407هـ
8 - تفسير ابن أبي حاتم الرازي ط الكتب العلمية بيروت.
9- تفسير ابن جزي الكلبي ط دار الكتاب العربي بيروت 1403هـ
10- تفسير الجلالين للعلامة جلال الدين محمد بن أحمد المحلى ت 684هـ والعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى ت911هـ ط دار المعرفة بيروت
11- تفسير القرآن العظيم للإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشى الدمشقى ت 774 هـ ط دار التراث العربى بدون تاريخ 0
12- تفسير القرآن العظيم للإمام عبد الرزاق الصنعاني ط دار المعرفة بيروت
13- تفسير القرآن الحكيم المشتهر باسم تفسير المنار للسيد محمد رشيد رضا ط دار المنار سنة 1372 هـ سنة 1953 م ط ثانية 0
14- تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى ت 1376 هـ ط الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة بالرياض ط 1404 هـ
15-التحرير والتنوير للأستاذ محمد الطاهر بن عاشور ت 1393هـ ط دار سحنون للنشر والتوزيع تونس بدون تاريخ 0
16-التفسير القرآنى للقرآن للأستاذ عبد الكريم الخطيب ط دار الفكر العربى بالقاهرة بدون تاريخ 0
17- جامع البيان فى تفسير القرآن للإمام أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى ت310هـ ط دار الريان للتراث ، ودار الحديث بالقاهرة سنة 1407 هـ
18- جامع البيان للطبرى / حققه وعلق حواشيه محمود محمد شاكر ، وراجعه وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر ط دار المعارف سنة 1957 م 0
19- الجامع لأحكام القرآن للقـرطبى ( أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصارى القرطبى ت ط الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1987 م 0
20- جواهر القرأن للإمام أبي حامد الغزالي ط دار الآفاق الجديدة بيروت 1401 هـ ط5
21- حاشية الصاوى على الجلالين للإمام أحمد بن محمد الصاوى المصرى المالكى ت سنة 1241 هـ- ط دار إحياء التراث العربى 0
22- حاشية محى الدين شيخ زادة على تفسير البيضاوى ط دار صادر بيروت ، المكتبة الإسلامية بديار بكر تركيا بدون تاريخ 0
23- الدر المصون فى علوم الكتاب المكنون للإمام ( أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبى ت 756هـ ) ط دار القلم بدمشق ط 1 سنة 1407 هـ 0
24- الدر المنثور فى التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطى ت 911 هـ ط دار الفكر سنة 1403 هـ
25- روح البيان للبروسوى إسماعيل حقى البروسوى ت سنة 1370 هـ ط دار الفكر بدون تاريخ 0
26- روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى للإمام الألوسى شهاب الدين السيد محمود الألوسى ت 1270 هـ ط دار إحياء التراث العربى ط 4 سنة 1405هـ
27- زاد المسير فى علم التفسير للإمام أبى الفرج عبد الرحمن بن الجوزى ( ت 596 هـ ) ط المكتب الإسلامى بيروت ط1 سنة 1385 هـ سنة 1965 م 0
28- السراج المنير فى الإعانة على معرفة بعض معانى كلمات ربنا الحكيم الخبير للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب الشربينى ت 977 هـ ط دار المعرفة بيروت ط 2 بدون تاريخ 0
29 - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للشيخ أحمد بن يوسف –السمين الحلبي ط عالم الكتب 1414هـ ط1
30 - العمدة في علوم القرآن لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي ت 437هـ تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي ط مؤسسة الرسالة بيروت 1401هـ
31- عناية القاضى وكفاية الراضى (حاشية الشهاب على تفسير البيضاوى ) لشهاب الدين الخفاجى ت 1069 هـ ط /دار صادر بيروت بدون تاريخ
32- غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين القمى النيسابورى ت 728 هـ ط البابى الحلبى سنة 1381 هـ ط أولى
33- فتح البيان فى مقاصد القرآن للشيخ صديق حسن خان مطبعة العاصمة بالقاهرة ط سنة 1965 م
34- فتح القدير الجامع بين فنى الرواية والدراية من علم التفسير للإمام محمد بن على بن محمد الشوكانى ت 1255 هـ ط البابى الحلبى سنة 1350 هـ ط أولى 0
35- الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية للإمام سليمان بن عمر العجيلى الشافعى الشهير بالجمل ت 1204 هـ ط دار المنار للنشر والتوزيع والبابى الحلبى بدون تاريخ 0
36- الفريد في إعراب القرآن المجيد لحسين بن أبي العز الهمداني ت 643هـتحقيق د/ محمد حسين النمر ط دار الثقافة بالدوحة 1411هـ
37- فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام ت224هـ ط دار الكتب العلمية بيروت
38- فى ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ت 1966م دار الشروق سنة 1407 هـ – ط 13
39- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل فى وجوه التأويل للإمام محمود بن عمر الزمخشرى المعتزلى ت 528 هـ ط دار الريان للتراث سنة 1407 هـ الطبعة الثالثة 0
40- لباب التأويل فى معانى التنزيل للإمام علاء الدين على بن محمد بن إبراهيم البغدادى ت 741 هـ ط البابى الحلبى سنة 1375 هـ ط ثانية 0
41- لطائف الإشارات للإمام عبد الكريم القشيرى ت 465 هـ ط دار الكتاب العربى بالقاهرة
42- مجمع البيان فى تفسير القرآن للشيخ أبى على الفضل بن الحسن الطبرسى ت 548 هـ ط دار المعرفة بيروت سنة 1406 هـ ط أولى 0
43- المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز للقاضى عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسى ت 546 هـ ط المجمع العلمى بفاس المغرب سنة 1395 هـ وطبعة دار الكتب العلمية بيروت 0
44- معانى القرآن لأبى زكريا يحيى بن زياد الفراء ت 207 هـ ط دار السرور بيروت
45- معانى القرآن وإعرابه للزجاج ( أبى إسحاق إبراهيم بن السرى ت 311 هـ) ط سنة 1408 هـ ط أولى ط عالم الكتب 0
46- مفاتيح الغيب ( التفسير الكبير ) للإمام فخر الدين الرازى ت 606 هـ ط دار الفكر سنة 1405 هـ 0
47 – المفردات فى غريب القرآن للإمام أبى القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى ت 502 هـ ط دار المعرفة بيروت بدون تاريخ 0
48- الميزان فى تفسير القرآن للأستاذ محمد حسين الطباطبائى ط مؤسسة الأعلمى بيروت ط سنة 1403 هـ
49- نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور لبرهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعى ط دار الكتاب الإسلامى بالقاهرة ط 2 سنة 1413هـ
50- النكت والعيون ( تفسير الماوردى ) لأبى الحسن على بن محمد بن حبيب الماوردى البصرى ت 450 هـ ط دار الصفوة بمصر سنة 1413 هـ ط1
51 - الوسيط للإمام الواحدي ط/ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر
مراجع فى السنة النبوية
52- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان - للأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسى ت 739 هـ – تحقيق شعيب الأرنؤوط – ط مؤسسة الرسالة .
53 – تغليق التعليق لابن حجر العسقلاني ط المكتب الإسلامي تحقيق سعيد عبد الرحمن موسى.
54- تهذيب الأسماء والصفات للبيهقي ط/ دار الكتب العلمية بيروت
55 - تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلانى ط/ دار صادر - بيروت بدون تاريخ
56 - الترغيب والترهيب للمنذرى ( زكى الدين عبد العظيم بن عبد القوى ت 656 هـ ط / دار الحديث بدون تاريخ
57 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانى ت 430هـ – ط /دار الكتب العلمية بيروت 1400 هـ 0
58 – دلائل النبوة للإمام البيهقى ( أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى ت 458 هـ ) تحقيق د0 عبد المعطى قلعجى ط دار الكتب العلمية بيروت 1405 هـ ط 1
59 - الدعاء للإمام الطبرانى ( أبى القاسم سليمان بن أحمد ت 360 هـ ) تحقيق د0 محمد سعيد البخارى ط دار البشائر الإسلامية 1407هـ 0
60 – سبل السلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام للشيخ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعانى ت 1182 هـ ط دار الكتاب العربى 0
61 - سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألبانى ط المكتب الإسلامى 1405 هـ ط 4 ومكتبة المعارف بالرياض 1412 هـ ط أولى 0
62- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ فى الأمة - للألبانى ط مكتبة المعارف بالرياض 1412 هـ ط أولى 0
63- سنن ابن ماجة ( أبو عبد الله محمد بن يزيد القزوينى ت 275 هـ ) ط دار الريان للتراث بدون تاريخ 0
64- سنن أبو داود ( أبو داود سليمان بن شعث السجستانى الأزدى ت 257 هـ ) ط دار الفكر بدون تاريخ 0
65- سنن الترمذي ( أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ت 297 هـ ) ط دار الفكر 1408هـ 0
66- سنن الدارمي ( عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي ت 255 هـ ) ط دار الريان للتراث 1407 هـ ط أولى 0
67- سنن النسائي ( أحمد بن شعيب النسائي ت 303 هـ ) بشرح السيوطي وحاشية السندي ط دار الكتاب العربي بيروت بدون تاريخ 0
68- السنن الكبرى للبيهقي ( أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ) ط دار الفكر بدون ت.
69- السنن الكبرى للنسائي - ط دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط 1-1411هـ
70 - شعب الإيمان للبيهقي ط دار الكتب العلمية 1410 هـ ط أولى 0
71- صحيح ابن خزيمة ( أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمى النيسابورى ت 311 هـ ط/ المكتب الإسلامى ط أولى 1395 هـ
72- صحيح الجامع الصغير للألبانى ط المكتب الإسلامى 0
73- صحيح مسلم بشرح النووى ( الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيرى ت 261 هـ ) دار إحياء التراث العربى ط 3 بدون تاريخ 0
74- عون المعبود بشرح سنن أبى داود لأبى الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادى ط المكتبة السلفية بالمدينة 1388 هـ ط 2 0
75 - فتح البارى بشرح صحيح البخارى لابن حجر العسقلانى ط دار الريان للتراث 1407هـ
76- فيض القدير شرح الجامع الصغير للحافظ عبد الرؤوف المناوى طبعة دار الفكر1391 هـ
77 - الفتح الربانى فى ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتى ط دار الشهاب بدون تاريخ 0
78- -كتاب السنة لأبي عبد الرحمن أحمد بن حنبل ط-جامعة أم القرى
كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمى مؤسسة الرسالة بيروت 1404هـ .
80- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمى ط دار الكتاب العربى بيروت 1402 هـ
81 - مسند الإمام أحمد بن حنبل ط المكتب الإسلامى بدون تاريخ ، ط دار المعارف بتحقيق أحمد شاكر 1957 م 0
82 - المستدرك على الصحيحين للإمام أبى عبد الله الحاكم النيسابورى ت 405 هـ وفى ذيله تلخيص المستدرك للإمام شمس الدين الذهبى ت 848 هـ 0
83- مشكاة المصابيح للشيخ ولى الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزى تحقيق محمد ناصر الدين الألبانى ط المكتب الإسلامى 1381 هـ 0
84 - المصنف فى الأحاديث والآثار لابن أبى شيبة ( عبد الله بن محمد بن أبى شيبة الكوفى العبسى ت 235 هـ ) ط دار الفكر 0
85 - المصنف للحافظ أبى بكر عبد الرزاق بن همام الصنعانى ت 211 هـ ط المكتب الإسلامى 1403 هـ ط 2 0
86- المعجم الأوسط للطبرانى تحقيق محمود شاكر ط مكتبة المعارف بالرياض 1415 هـ
87- المعجم الصغير للطبرانى ط دار الكتب العلمية بيروت 1403 هـ 0
88- المعجم الكبير للطبرانى ط دار البيان العربى ط 2 بدون تاريخ 0
89- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمى ط دار الثقافة العربية بدمشق 1416.
90- النهاية فى غريب الحديث والأثر/ لابن الأثير ( مجد الدين أبى السعادات المبارك بن محمد الجزرى ت 606 هـ ) ط المكتبة العلمية بيروت 0
91- نوادر الأصول للحكيم الترمذي ط/ دار صادر بيروت
مراجع في العقيدة :
92- الإيمان 0 أركانه حقيقته نواقضه د0 محمد نعيم ياسين ط دار الكتب السلفية بالقاهرة 1405 هـ
93- المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للإمام الغزالي ط مكتبة القرآن
94- شرح أسماء الله الحسنى للشيخ حسنين مخلوف رحمه الله ط دار المعارف 0
95- القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد لابن عطاء الله السكندري ط/ صبيح
96- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم ط دار الحديث
مراجع في اللغة
98- تاج العروس من جواهر القاموس للإمام ( محب الدبن أبى الفضل السيد محمد المرتضى الحسينى الواسطى الزبيدى الحنفى نزيل مصر ت 1205 هـ ) ط المطبعة الخيرية بجمالة مصر 1306 هـ 0
99- القاموس المحيط لمجد الدين الفيروزابادى ط المكتبة التجارية الكبرى ط5
100- لسان العرب لجمال الدين أبى الفضل محمد بن مكرم بن على بن أحمد بن أبى القاسم بن منظور ( 711 هـ ) 0 ط دار المعارف بدون تاريخ 0
101- المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير للعلامة أحمد بن محمد بن على المقرى الفيومى ت 770 هـ ، ط المطبعة العثمانية 1312 هـ 0
مكتبة الشرقاوى الحديثة
أبو كبير 0 بجوار جامع أبو بربر
[1] - غرائب القرآن وغرائب الفرقان 3/16.
[2] -المرجع السابق 1 / 500
[3] - المرجع السابق 3/20
[4] - المنار 3 / 20
[5] -التحرير والتنوير 3 /17
[6] -[6] -في ظلال القرآن 1 / 286
[7] القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد - لابن عطاء الله السكندرى - ص 13،14 - ط : صبيح – بدون تاريخ .
[8] -الحديث : رواه الإمام البخارى بلفظه في صحيحه بسنده عن أبى هريرة ك/ التوحيد باب: إن لله مائة إسم إلا واحدة ، ومعنى أحصاها أى حفظها وآمن بها وعمل بما فيها { والإحصاء قد يكون بالقول وقد يقع بالعمل فالذى بالعمل أن لله أسماء يختص بها كالأحد والمتعال والقدير ونحوها فيجب الإقرار بها والخضوع عندها ، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها : كالرحيم والكريم والغفور ونحوها يستحب للعبد أن يتحلى بما فيها ليؤدى حق العمل بها فبهذا يحصل الإحصاء العملى ، وأما الإحصاء القولى بجمعها وحفظها والسؤال بها … } فتح البارى 13 / 389 ، 390 والحديث رواه البخارى أيضاً بمعناه في كتاب الدعوات عنه باب لله مائة إسم غير واحدة حديث رقم 6410 – الفتح 11 / 218 ، ورواه الإمام مسلم بلفظه عنه ك/ الذكر والدعاء باب الحث مع ذكر الله تعالى صحيح مسلم بشرح النووى 17 / 625.
ورواه الإمـام الـتـرمـذى في سـننه عنه ك/ الذكر والدعاء باب 83 – ح 3506 - 5 /496 كـمـا رواه ابن ماجة في السنن عنه حديث 3860 - 2 / 1269 ورواه الترمذى في السنن عنه وفيه ذكر الأسـمــاء حديث 3507 وقال هذا حديث غريب حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح ولانعرفــه إلا مــــن حديثه وهو ثقة عن أهل الحديث وقد روى الحديث من غير وجه عن أبــى هريرة عن النبي r ، ولانعلم في كثير شيئ من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث ، ورواه ابن ماجة أيضاً عنه ح 3861 من طريق موسى بن عقبة عن الأعرج به نحوه وقال في الزوائد لم يخرج أحد من أئمة السنة عدد أسماء الله الحسنى من هذا الوجه ولامن غيره : غير ابن ماجة والترمذى مع تقديم وتأخير في الأسماء ، وطريق الترمذى أصح شيئ في الباب وإسناد ابن ماجة ضعيف لضعف عبدالملك بن محمد . وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال هذا حديث قد خرجناه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامى فيه ولم يذكرها غيره وليس هذا بعلة فإنى لأعلم اختلافاً بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبى اليمان وبشر بن شعيب وعلى بن عياش وأقرانهم من أصحاب شعيب 0 المستدرك 1 / 16 – وأخرجه ابن حبان من طريق الحسن بن سفيان وغيره عن صفوان بن صالح به نحوه حديث 2384 كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ، وقال ابن كثير والذى عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه – تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2 / 69 ، وكذا رجح الحافظ ابن حجر أن سرد الأسماء مدرج في الحديث – الفتح 11 / 219 .
[9] [9] الحديث : رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود t حديث 3712 مسند الإمام أحمد بتحقيق الشيخ أحمد شاكر وقال إسناده صحيح ورواه أبو يعلى في مسنده 5/135 حديث 5276 ورواه الطبرانى في كتاب الدعاء عنه 2/1279 حديث 1035و ورواه ابن أبى شيبة في المصنف 10/253 وابن حبان في صحيحه كما في الموارد برقم 589 والإحسان 2/230 حديث 2372 ورواه الطبرانى في المعجم الكبير 10/209 و رواه الحارث بن أبى أسامة في مسنده كما في زوائده برقم 251 و رواه البزار في مسنده 4/31 حديث 3122 وابن السنى في عمل اليوم و الليلة345 و أورده ابن تيمية في الكلم الطيب برقم 123 وصححه وأورده أبن القيم في شفاء العليل في القضاء والتنزيل ص 274 وصححه وأورده الهيثمى في المجمع و قال رواه أحمد و الطبرانى وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح غير أبى سلمة الجهنى وقد وثقه ابن حبان - مجمع الزوائد للهيثمى 10/186وأورده الألبانى في الصحيحه حديث 198- 1/1/383ولأبى سلمة الجهنى ترجمة في التاريخ الكبير للبخارى ولم يذكر فيه جرحا –التاريخ الكبير 9/39
[10] -21- يراجع – الإيمان أركانه ، حقيقته ، نواقضه للدكتور محمد نعيم ياسين ص 10،11 ويراجع : عقيدة المؤمن للشيخ أبي بكر الجزائري ص 78 كما يراجع مذكرات في التوحيد للأستاذ الشيخ محمود أبو دقيقة رحمه الله ص 71،72ويراحع أيضا : عقيدتنا للأستاذ الدكتورمحمد ربيع الجوهري 1/ 129
[11] - -الإيمان أركانه ، حقيقته ، نواقضه للدكتور محمد نعيم ياسين ص:11
[12] - جامع البيان للطبري 3/387 بتحقيق أحمد شاكر ، والأمد الغاية التي ينتهي إليها و الممدود من مد له في كذا : أي طول له فيه ،أو من المدة وهي الطائفة من الزمان ، ومنه ماددت القوم أي جعلت لهم مدة ينتهون إليها 0
[13] - تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدى 1/218
[14] - مدارح السالكين 3 / 270 ، 271
[15] - -ديوان أمية بن أبي الصلت الثقفي : ص 57 ويراجع جامع البيان للطبري 3/ 388
[16] - -يراجع جامع البيان للطبري 3 /388 والنكت والعيون للماوردي 1 /259 ومعالم التنزيل للبغوي 1/238 - وفتح القدير للشوكانيي 1 / 271
[17] - -المفردات للراغب ص 417
[18] - -جامع البيان للطبري 3/ 388
[19] - في ظلال القرآن 1 / 287
[20] - - الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبى موسى الأشعري ك الإيمان –باب ما جاء في رؤية الله ( صحيح مسلم بشرح النووي 3/ 14،15 حديث 293 ،294 وروه ابن ماجة في السنن –المقدمة 1/70 حديث 195-ورواه الإمام أحمد في مسنده 4/400- ورواه الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة حديث 1048 –2/461 والبغوي في شرح السنة 1/ 173 وابن ماجة في السنن المقدمة 13 –ورواه الإمام أحمد في مسنده 4/ 401،405 والطيالسي في مسنده حديث 491 ص 67 0
[21]– البيت للشاعر عدي بن الرقاع العاملي والبيت الذي سبقه هو :-
وكأنها بين النساء أعارها عينيه أحور من جآذر جاسم
والحور صفاء سواد العين و بياض بياضها ، والجآذر جمع جؤذر وهو ولد الظبية ، وجاسم موضع معين ، ووسنان نعت أحور وأقصده النعاس أي أصابه النعاس ، وهو ما يتقدم النوم من الفتور والغفلات ، ورنق الماء : كدر وترنق تكدر ورنق الطائر إذا وقف في الهواء صافا جناحيه يريد الوقوع فالمعنى وقفت في عينيه سنة ويجوز رنقت عينيه سنة أي كدرتها وهذا يشعر بتشبيه العين بالماء في شدة الصفاء ، والسنة من وسن فهو وسنان وسبب النوم ريح يقوم في أغشية الدماغ فإذا وصلت إلى العين فترت ، وهذا هو الوسن وإذا وصل إلى القلب وتمكن منه زال إدراك الحواس وهذا هو النوم ولذلك نفاه مع إثبات السنة .
يراجع مشاهد الإنصاف على شواهد الكشاف للشيخ محمد عليان المرزوقي ـ بذيل الكشاف 1/300 وآمالي المرتضى 2/151
[22] - أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي
[23] - التحرير و التنوير لابن عاشور 1/ 19
[24] - الوسيط في تفسير القرآن المجيد للإمام الواحدى 1/364
[25] - - الميزان للطباطبائى 2 / 19
[26] --يراجع كتاب أسرار النوم تأليف الكسندر بوريلى ترجمة د/أحمد عبد العزيز سلامة سلسلة عالم المعرفة الكويت عدد 163 ولقد تعرض المؤلف لهذا الكتاب إلى التجارب والملاحظات و الاكتشافات المتصلة بالنوم إلا أنها مجرد بيان لظواهر وانطباعات تصاحب النوم ولقد يبين في خاتمة كتابه أن العلم لايزال إلى الآن عاجز عن تحليل النوم أو تفسيره 0
[27] [27] اختار هذا الرأي جمع من المفسرين من بينهم الشوكاني والبروسوي وغيرهم يراجع روح المعاني 3/13 ، روح البيان 1/400 ، فتح القدير 1/270 ، وفتح البيان في مقاصد القرآن 1/90
[28] [28] مفاتيح الغيب للرازي 7/8 وحاشية الجمل 1/206 وروح المعاني 3/13
[29] [29] نظم الدرر للبقاعي 1/496
[30] [30] عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للشيخ أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي 4/360
[31] - [31] تفسير المنار 3 / 25 وكلام الشيخ محمد عبده قريب مما ذكره الإمام البقاعي ونحو ذلك مما ذكره الطباطبا ئى في تفسيره 2/20 وماذكره الشهاب في حاشيته على تفسير البيضاوي 2/334 واختار هذا الرأي الصاوي في حاشيته على الجلالين /164 وأورده الألوسي في روح المعاني 3/13
[32] - [32] يراجع الفريد في إعراب القرآن المجيد لحسين بن أبي العز الهمدانى ت 643هـ 1/495 ، 496
[33] - [33] - تفسير المنار 3/ 26
[34] - من ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران } وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {189}{
[35] الصاوي هو (أحمد بن محمد الصاوي )- (1175- 1227هـ ) تلقى تعليمه في الأزهر الشريف ،ومن أهم شيوخه أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي حامد العدوي المالكي الأزهري الشهير بالدردير ،من مؤلفاته حاشيته على الجلالين ، وأقرب المسالك لمذهب الإمام مالك ،ورسالة في مشتبهات القرآن 0 ترجمته في شجرة النور الزكية للشيخ محمد مخلوف 1/361 ط دار الفكر
[36] -حاشية الصاوى 1/ 165
[37] - فتح البيان 2 /93
[38] المفردات للراغب ص 263
[39] - نظم الدرر 1/496 والحرالي هوعلى بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي الأندلسي المالكي المعروف بالحرالي مفسر ،وفقيه ،وأصولي وعالم بالفلك والمنطق والطبيعيات وعلم الكلام ولد بمراكش ونشأ بها وجال في البلدان وتوفي بحماة من تصانيفه مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل في التفسير ،الوافي في الفرائض ،وغيرهما شذرات الذهب 5/189 –ومعجم المؤلفين 7/13
[40] - رواه البخاري في صحيحه - كتاب الزكاة. باب: التحريض على الصدقة والشفاعة فيها.
الحديث رقم 1365 –وقوله (اشفعوا) توسلوا في قضاء حاجة من طلب أو سأل. (تؤجروا) يكن لكم مثل أجر قضاء حاجته].
[41] - رواه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء. باب: قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} /نوح: 1/. إلى آخر السورة. الحديث رقم: 3162 ورواه مسلم في صحيحه ك/ الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم: 194. ورواه الترمذي في السنن ك/ صفة القيامة والرقائق باب ما جاء في الشفاعة ح 2481 وقال هذا حديث حسن صحيح ، ونَهَـِسَ اللَّحْمَ، كمنَعَ وسَمِعَ: أخَذَهُ بِمُقَدَّمِ أسْنانِهِ، ونَتَفَهُ (دعوة) واحدة محققة الإجابة، وقد استوفيتها عندما دعوت على قومي بالهلاك فأغرقهم الله تعالى. (قتلت نفسا) وهو القبطي الذي قتله خطأ. (المهد) ما يمهد للصبي من مضجع وهو حديث الولادة. (يفتح الله علي) يلهمني. (محامده) كلمات فيها ما يليق به من الحمد. (المصراعين) جانبي الباب. (حمير) أي بلد حمير وهي صنعاء عاصمة اليمن 0
[42] رواه البخاري في صحيحه ط/ الرقاق باب صفة الجنة والنار ح 6191 ،ورواه أبو داود في السنن ك/ السنة باب في الشفاعة ح 4740 ، ورراه ابن ماجة في السنن باب ذكر الشفاعة ح 4315 0
[43] -رواه البخاري في صحيحه ك/ الرقاق باب صفة الجنة والنار ح 6190 عن جابر رضي الله عنه ،ورواه مسلم في صحيحه ك/ الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلا ح/191
[44] رواه البخاري في صحيحه ك/فضائل الصحابة باب قصة أبي طالب ح 3670 ورواه مسلم في الإيمان، باب: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، رقم: 209. وقوله (ما أغنيت) ماذا نفعته، وأي شيء دفعته عنه. (عمك) أبي طالب. (يحوطك) يصونك ويدافع عنك. (ضحضاح) هو الموضع القريب القعر، والمعنى: أنه خفف عنه شيء من العذاب. (الدرك) طبق من أطباق جهنم، وأسفل كل شيء ذي عمق، ويقال لما انخفض درك، كما يقال لما ارتفع درج
[45] رواه الترمذي في السنن عن المقدام بن معد ى كرب ك/ فضائل الجهاد باب في ثواب الشهيد ح 1666 وقال :حديث حسن صحيح ، ورواه ابن ماجة في السنن –باب فضل الشهادة في سبيل الله حديث 2799 ورواه الطبراني في المعجم الكبير 20/267 بسند رجاله ثقات 0
[46] [46] - الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ك/الصيام باب في فضل الصوم ح 5081 ،وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح وأورده السيوطي في الجامع الصغير ح/5203 وعزاه إلى أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير ، وأشار إليه بالصحة 0
[47] - مفاتيح الغيب للرازى 7/10.
[48] - فتح القدير للشوكانى 1 / 273
[49] التحرير والتنوير لابن عاشور 3/ 22
[50] - الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أبي بن كعب t ك/ التفسير باب (وإذ قال موسى لفتاه ) ح 4726
[51] – الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 3/342 0
[52] – تفسير ابن جزي ( محمد بن أحمد بن جزي الكلبي ) ص 65 ط دار الكتاب العربي بيروت سنة 1403هـوابن جزي الكلبي الغرناطي عال بالقراءات و أديب مفسر أصولي فقيه محدث أخذ عنه لسان الدين الخطيب ، ومن مؤلفاته وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم والقوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية وتقريب الوصول إلى علم الأصول والمختصر البارع في قراءة نافع تراجع ترجمته في الديباج المذهب ص 295 والدرر الكامنة 3/ 356
[53] – الحديث رواه ابن جرير الطبري في تفسيره 3/ 399 عن أبي ذر وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 1/328 ونسبه الى ابى الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وأورده البغوي في معالم التنزيل بدون إسناد 1/239- ورواه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق 6/356 يراجع العظمة لأبي الشيخ 2/648/59 وتهذيب الأسماء والصفات للبيهقي ص 510،511 – ورواه ابنحبان في صحيحه –كما في :موارد الظمآن حديث 94 - وأورده الألباني في الصحيحة برقم 109 - 1/223 .
[54] - جامع البيان 3/399
[55]– تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/310
[56] [56] – البييت في البحر المحيط 2/280 وفيه وصف لهم بعلمهم بحوادث الأمور ونوازلها ولم أهتد إلى قائل هذا البيت ويراجع :
جامع البيان للطبري 3 / 401 ورجح هذا الرأي الماوردي في النكت والعيون 1/260 واختاره الأستاذ محمد عبده كما في تفسير المنار قال الشيخ رشيد رضا{ وسع كرسيه السموات والأرض } قال الأستاذ الإمام : السياق يدل على أن الكرسي هو العلم الإلهي ، وبذلك قال بعض المفسرين وأهل اللغة ، يقال كرس الرجل كفرح أي كثر علمه وازدحــــم على قلبه أي إن علمه تعالى محيط بما يعملون مما عبر عنه بقوله ( يعلم مابين أيديهم وماخلفهم ) وبما لايعلمون من شؤون سائر الكائنات فماذا يمكن أن يعلمه الشفعاء ]تفسير المنار 3/285
[58] [58] -حاشية الجمل 1/208
[59]– تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/310
[61] – المحرر الوجيز 1/342
[65] - روح البيان 1/404
[66] -فتح البيان 1/ 93
[67] -رواه ابن ماجة في السنن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وقال في الزوائد: إسناده حسن. وسعيد بن سويد مختلف فيه. (فتية) أي جماعة. (ياغدر) أي ياغادر. وأكثر ما يستعمل في النداء بالشتم. (يقدس الله) أي يطهرهم من الدنس والآثام.]
[68] - روح البيان للبروسوي 1/405 يتصرف يسير ويراجع لطائف الإشارات للقشيري 1/210
[69] المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للغزالي ص 96
[70] شرح أسماء الله الحسنى للإمام الرازي ص 206
[71] المفردات ص 345
[72] النكت والعيون للماوردي 1/261 ويراجع مجمع البيان للطبرسي 1/629 والوسيط للواجدي 1/366
العمدة في علوم القرآن لأبى محمد مكي بن أبي طالب القيسي ت 437هـ 1/92 وتذكرة الأريب بتفسير الغريب لأبي الفرج ابن الجوزي 1/80
[79] - السراج المنير 1/169
[80] - الحديث رواه أبو داود في السنن باب ما جاء في الكبر ح 4090 ورواه ابن ماجة في السنن عن أبي هريرة باب البراءة من الكبر والتواضع ح 4174 وأورده السيوطي في الجامع الصغير ح 6033 وأشار إليه بالصحة
[81] - مجمع البيان للطبرسى 1/629
[82] - تيسير الكريم المنان 1/ 219 0